يُذَكِّرنا موضوع يوم الصحة العالمي لعام 2024 "صحتي، حقي" بأن الصحة حقٌ أساسيٌّ يجب أن يُكفَلَ لكل إنسان.
إن الصحة حقٌ من حقوق الإنسان معترفٌ به في دستور منظمة الصحة العالمية، وظَلَّ لهذا الحق أهمية جوهرية لهوية المنظمة وولايتها منذ البداية.
كما أن الصحة معترفٌ بها بوصفها حقًا من حقوق الإنسان في دستور 140 بلدًا على الأقل، منها 20 بلدًا في إقليم شرق المتوسط. وقد صَدَّقَت جميع الدول الأعضاء في المنظمة على معاهدة واحدة على الأقل تعترف بالحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والنفسية يمكن بلوغه.
إلا أن ذلك نادرًا ما يُترجَم إلى عملٍ على أرض الواقع. ونتيجة لذلك، أصبح حق ملايين الأشخاص في الصحة في أنحاء العالم مُعرَّضًا للتهديد على نحو متزايد.
فهناك 4.5 مليار شخص، أي أكثر من نصف سكان العالم، غير مشمولين بالتغطية الكاملة بالخدمات الصحية الأساسية. وتستدعي هذه الحقيقة الصادمة اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب جميع الأطراف المسؤولة.
ويرتبط الحق في الصحة ارتباطًا وثيقًا بإعمال حقوق الإنسان الأخرى ويعتمد عليه. وتشمل هذه الحقوق الحق في الحياة والغذاء والسكن والعمل والتعليم والخصوصية والحصول على المعلومات وعدم التعرُّض للتعذيب، وحرية تكوين الجمعيات والتجمع والتنقل. ولا يقتصر الحق في الصحة على الحصول على الخدمات الصحية فحسب، بل يشمل أيضًا الوصول إلى الاستقرار الاقتصادي، والحصول على التعليم الجيد والتوظيف والسكن ومرافق الحياة الكريمة، وغير ذلك من الجوانب التي تُسهم في الصحة.