أظهر تقرير أممي جديد أن الدين العام المتزايد يخنق بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما لا يترك لها سوى مساحة مالية ضئيلة لتمويل الخدمات الصحية وخدمات فيروس نقص المناعة البشرية الأساسية ويعرض التقدم المحرز نحو إنهاء الإيدز فيها بحلول عام 2030 للخطر.
وقال التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز إن الجمع بين مدفوعات الديون العامة المتزايدة وخفض الإنفاق المنصوص عليه في الاتفاقات مع صندوق النقد الدولي في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة سيؤدي إلى نقص خطير في موارد هذه البلدان لتمويل استجاباتها لفيروس نقص المناعة البشرية، إذا لم تتم معالجته.
وفي هذا السياق، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز ويني بايانيما: "عندما لا تتمكن البلدان من الاعتناء باحتياجات شعوبها من الرعاية الصحية بشكل فعال بسبب مدفوعات الديون، فإن الأمن الصحي العالمي معرض للخطر. يجب خفض الدين العام بشكل عاجل وتعزيز تعبئة الموارد المحلية لتمكين الحيز المالي لتمويل الاستجابة العالمية لفيروس نقص المناعة البشرية وإنهاء الإيدز بشكل كامل".
وتمثل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكبر عدد من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث يعيش أكثر من 25.9 مليون شخص من أصل 39.9 مليون مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية على مستوى العالم. وأكد تقرير البرنامج أن نجاح المنطقة المتمثل في الحد من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 56 بالمائة منذ عام 2010 لن يستمر إذا تم تقييد الحيز المالي.
تتجاوز خدمة الديون الآن 50 في المائة من عائدات الحكومة في أنغولا وكينيا وملاوي ورواندا وأوغندا وزامبيا. وحتى بعد تدابير تخفيف الديون، ستظل زامبيا تدفع ثلثي ميزانيتها على خدمة الديون بين عامي 2024 و2026.