كان ذاك الصباح مشمسًا في مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم بالضفة الغربية، فلسطين. اجتمعت أكثر من عشرين امرأة في غرفة جهزها طاقم أطباء بلا حدود، وجلسن في حلقة دائرية وهن يتبادلن أطراف الحديث ويحتسين القهوة العربية. في منتصف الغرفة، وُضعت طاولة تحمل ضمادات وأجهزة لوقف النزيف ورسومًا تشرح كيف يتدفق الدم في جسم الإنسان. كان هذا الاجتماع تدريبًا نظمته أطباء بلا حدود على "وقف النزيف".
معظم النساء المتواجدات في الغرفة لم يتلقين تدريبًا طبيًا يُذكر من قبل، لكن جروح الإصابات والنزيف الحاد ليست بالأمر الجديد عليهن. وقد حضرن هذا التدريب ليتعلّمن كيفية العناية بالجروح ووضع ضمادات وقف النزيف وتقديم الإسعافات الأولية الأساسية لأفراد العائلة والجيران قبل أن تسنح الفرصة ليتلقوا الرعاية الطبية خلال التوغلات العسكرية المتكررة للقوات الإسرائيلية.
تقول سعيدة أحمد، وهي إحدى المشاركات في التدريب من مخيم نور شمس، "نعاني من الغارات والانفجارات والإصابات الناجمة عن إطلاق النار. غالبًا ما نصادف شخصًا مصابًا أمامنا مباشرة. ومن المهم أن نتمتّع بالمعرفة والخلفية اللازمتين لتقديم الإسعافات الأولية كما يجب في مثل هذه الحالات".