كُشف في الأسبوع الماضي عن فيروس شلل الأطفال في عيّنات أُخذت من مياه الصرف الصحّي في غزّة، وهو تطور مثير للذعر ولكنه غير مفاجئ في ضوء الوضع المفكّك للنظم الصحّية في القطاع بعد مضي تسعة أشهر على رحى الحرب الدائرة فيه بلا هوادة. وقد قُتل في مختلف أنحاء غزّة أكثر من 000 38 شخص وجرح 000 89 شخص آخرين وهناك أكثر من 000 10 شخص هم في عداد المفقودين. وما عادت معظم المستشفيات قادرة على العمل في غزّة، التي تنتشر فعلاً في كل أنحائها أمراض الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والتهاب الكبد A، من بين أمراض أخرى. ويعاني جميع سكان غزّة تقريباً من انعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع الكارثي، كما يقاسي آلاف الأطفال ويلات سوء التغذية، مما يجعلهم أكثر عرضة أيضاً للإصابة بالأمراض.
ويعيش أكثر من مليوني شخص من سكان غزّة في منطقة مساحتها 80 كيلومتراً في 20 كيلومتراً، والتي زادت فيها أيضاً معدّلات تركز السكان بسبب محدودية إتاحة المياه النظيفة والمأمونة وتدهور ظروف الإصحاح. وقد انتقل منذ أوائل أيار/ مايو مليون شخص تقريباً من سكان غزّة من رفح إلى خان يونس ودير البلح اللتين كُشف فيهما عن عيّنات شلل الأطفال.