كانت جلسة مجلس الوزراء الموقر قد طمأنت الشعب بأن مملكة البحرين خالية من جدري القرود الذي ظهر في بعض البلدان في العالم، هذا التطمين يؤكد حرص ومتابعة الحكومة الموقرة للصحة العامة في البلاد وتكليف وزارة الصحة بمواصلة اتخاذها الإجراءات الاحترازية والوقائية من خلال المتابعة والتقصي الوبائي على مستوى العالم، وكذلك الاستعداد للتعامل مع أية مستجدات بشأن هذا المرض الجديد الذي بدأ ينتشر في العالم، جهود المملكة في مكافحة تفشي الأمراض على مدى تاريخها وما أثبته فريق البحرين وقدرته في التعامل مع جائحة كورونا رغم الظروف الاستثنائية وجعل صحة وسلامة المواطنين والمقيمين هي الأولوية القصوى للسيطرة على مستويات انتشاره.
والحال كذلك في جدري القرود الذي بإذن الله تكون البحرين بعيدة عنه وهنا لابد من التشديد والرقابة الصارمة لمنع دخوله إلى البلاد من خلال فحص القادمين عبر مختلف منافذ الدولة حتى لا يتم تسجيل أية حالة قادمة من الخارج واستباق ذلك للحيلولة من تداعيات هذا المرض الذي ينتقل بالعدوى وهنا لابد من العزل والتباعد لمنع انتشاره، ونحن نثق بإجراءات وزارة الصحة واستعدادها المسبق للمرض والإجراءات من الجهات المعنية من خلال منع السفر للدول التي تم رصد واكتشاف حالات من جدري القرود وأن يتم إصدار قائمة حمراء بها على مستوى مجلس التعاون الخليجي من خلال التنسيق بين الدول الأعضاء، كأن يكون هناك اجتماع لوزراء الصحة بدول المجلس لوضع الخطط والتدابير اللازمة للتعامل مع هذه الظروف الصحية الطارئة.
بلاشك أن هذا المرض الجديد أثار الرعب في العالم مع انتشار الصور له والبثور التي تظهر على الجسم، فعود الجدري بنوع آخر وشكل مغاير يستلزم الحيطة والحذر واتخاذ كافة التدابير الصحية لمنع انتشاره في ظل عدم وجود لقاح حتى الآن وبالتالي فإن الوقاية منه هي خير علاج والتشديد والمراقبة هي الأسلحة التي يمكن من خلال الدفاع ومنع دخوله البلاد، والرهان اليوم على المنظومة الصحية التي تمتلكها البحرين وهي موجودة بإذن الله مع الإمكانيات والخبرات التي يمتلكها فريق البحرين في ظل ما تتمتع به المملكة من نظام صحي قوي لمواجهة أي جائحة مع ضرورة توعية المواطنين والمقيمين بهذا المرض وأعراضه وطرق انتشاره وكيفية الوقاية منه وتفادي انتقاله من خلال تجنب المخالطة المباشرة لأي شخص تظهر عليه أعراض تنفسية أو طفح جلدي خصوصاً القادمين من الدول التي سجلت حالات بهذا المرض.