تتصدر أمراض القلب والأوعية الدموية أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم، وفي مصر هي المسؤولة عن 46.2% من إجمالي الوفيات في الفترة بين عامي 1990 و2017، ويُعَدُّ مرض الشريان التاجي الأكثر انتشارًا بين الأمراض القلبية الوعائية، وتُعد نسبة حدوثه من النسب العالية، بصرف النظر عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمريض،
تنقل الشرايين التاجية الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب من أجل تغذيته، ويحدث المرض بها عندما تتلف أو تنسد نتيجة تراكُم ترسبات الكوليسترول على الجدران الداخلية لها، ما يقلل من تدفق الدم إلى القلب، قد يتسبب انخفاض معدلات تدفق الدم في الإصابة بذبحة صدرية وضيق التنفس، ويمكن أن يؤدي الانسداد الكامل لتلك الشرايين إلى الإصابة بالنوبة القلبية.
وعادةً ما يتطور مرض الشريان التاجي ببطء وعلى مدار عقود، ولا تُلاحَظ أعراضه حتى يصبح الانسداد كبيرًا ويُصاب المريض بنوبة قلبية، يلجأ الأطباء إلى تصوير الأوعية التاجية من أجل تشخيص هذا المرض، ولكنها تقنية اجتياحية (غازية) تصور الهيكل الموضعي للشريان التاجي، وتسبب العديد من المضاعفات، لذا كانت هناك حاجة مُلحة إلى تطوير تقنيات تشخيصية غير جراحية.
في دراسة حديثة -نشرتها دورية بي إم سي كارديوفاسكولار ديزأوردرز "BMC Cardiovascular Disorders"- توصل فريق بحثي مصري إلى مجموعة من الأحماض النووية الريبوزية المصغرة الموجودة في الدم، يمكن استخدامها كمؤشرات حيوية تُشخص مرض الشريان التاجي دون تدخل جراحي.
تكشف نتائج الدراسة الحالية عن وجود بصمة للتعبير الجيني للأحماض النووية الريبوزية المصغرة غير المشفرة، من شأنها أن تميز مرضى الشريان التاجي عن الأشخاص الأصحاء، كما توفر النتائج رؤيةً جديدةً حول الدور المهم لتتبُّع التعبير الجيني عن الأحماض النووية الريبوزية المصغرة التي ترتبط بأمراض الشريان التاجي.