كانت ر. م. (31 عاما) حاملا في شهرها الثاني عندما بدأت إسرائيل حملتها العسكريّة في قطاع غزة، بعد الهجوم الذي قادته "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، وكانت أسرتها تكافح للحصول على بعض الطعام. قالت لـ "هيومن رايتس ووتش": "كنت أتضوّر جوعا، وكنا جميعا نعيش مجاعة في شمال غزة. لم يكن لدينا غاز للطهي، وكنا نتناول وجبة واحدة في اليوم لنوفّر الحطب... كان الدقيق باهظا جدّا جدّا. لا طعام. لا دجاج. لا لحم. فقدت الكثير من الوزن".
كانت لديها أيضا مشاكل صحيّة: "كان لدي أصلا انخفاض في ضغط الدم، ويُغمى عليّ كثيرا. كنت أدوخ. كنت بلا طاقة، ولا أستطيع الوقوف بمفردي". ذهبت الأسرة إلى رفح، وراجعت طبيبا في عيادة خاصّة لإجراء فحوصات، لكّنه لم يتمكن من إجراء أي فحص باستثناء الموجات فوق الصوتية (أو ما يعرف بـ "الصورة الصوتية")، أو إعطائها أي فيتامينات أو كالسيوم. كما كانت ر. م. تعاني من التهابات متعدّدة في المسالك البولية، لكنّها لم تذهب إلى العيادة لأنها كانت قد سمعت أنه لا توجد أي أدوية.
تسبّب القتال في تعقيد عمليّة الولادة الصّعبة التي عاشتها ر. م. في 5 مايو/أيّار. قالت: "جاءني المخاض الساعة 2 صباحا. شعرت بألم شديد، وكنا نبحث عن طريقة للوصول إلى المستشفى". كما قالت إنّها لم تتلقَّ أي دواء أو حقنة تخدير نصفي في المستشفى. وبعد الولادة، اضطرّت إلى تغيير الفُوط التي كانت ترتديها بنفسها. قالت: "ذهبت إلى الحمام بمفردي، كان الأمر مروّعا وصعبا للغاية. لم يعتن بي أيّ أحد، ولم تأت أيّ ممرضة لفحصي أو مراقبتي أو السّؤال عن حالي".