دقّ عمال المؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية ببلدية مرحوم (التي تبعد بنحو 120 كلم عن مقر ولاية سيدي بلعباس)، ناقوس الخطر جراء العدد الكبير من المصابين بفيروس مجهول لاسيما الأطفال منهم، حيث يعتقد حسب أوساط طبية بأنه "فيروس روتا"، وذلك بعد أن استقبلت مصلحة الاستعجالات بذات المؤسسة الاستشفائية، عشرات الحالات يعاني أصحابها من إسهال حاد، وقيء وآلام شديدة في الرأس.
ودفعت تلك الأعراض بالطاقم الطبي بذات المصلحة إلى التشخيص على أنها إصابة بفيروس “كورونا”، إلا أن نتائج الـ"بي سي آر" بعد مطالبة المرضى بإجرائها، أظهرت عكس ذلك، ما أدى لاشتباه الأطباء بالإصابة بـ"روتا فيروس" الذي يستهدف بالدرجة الأولى الأطفال.
وقد طالب الطاقم الطبي المشرف على مصلحة الأوبئة بذات المؤسسة، أهالي المصابين بالاعتماد على البروتوكول الصحي المتبع في علاج حالات كورونا للحد من العدوى، خاصة وأن هذا الفيروس معروف بانتشاره السريع بين الأطفال.
وكشف رئيس مصلحة الأوبئة بذات المستشفى بأن العيادات المتعددة الخدمات الثلاث المتواجدة بالمنطقة، استقبلت كل واحدة منها خلال الأيام الماضية عشرات الإصابات بفيروس غامض، تم تحويلهم جميعا إلى المصلحة من أجل تلقي العلاج، حيث يشتبه بإصابة تلك الحالات حسب ذات المتحدث بـ"روتا فيروس"، كون أن المرضى يعانون من نفس أعراض الإصابة به المتمثلة في القيء، إسهال حاد وآلام شديدة في الرأس، وهي الإصابة التي تستدعي تأكيدها عن طريق تحاليل خاصة غير متوفرة على مستوى الولاية.
وحسب ذات المتحدث، فإنه تم تصنيف المرضى الصغار على فئتين عمريتين، الأولى مست من 3 أشهر إلى سنتين، أما الفئة العمرية الأكثر الإصابة فكانت بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و15 سنة، وهذا ما يستدعي تحرك السلطات من أجل اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في ظل تزايد مخاوف انتشار هذا الفيروس المعدي بين المتمدرسين قبيل بداية الموسم الدراسي القادم.
وبالرغم من تراجع عدد المصابين في اليومين الأخيرين، إلا أن الطاقم الطبي يدق ناقوس الخطر من اتساع بؤرة انتشار هذا الوباء بين الأطفال أقل من الـ15 سنة، خاصة وأن هذا الفيروس لا يخص المناطق الجنوبية الولائية فقط، بل ظهر في مناطق متفرقة من تراب الولاية.