أصدرت ثلاث وكالات في الأمم المتحدة اليوم تحذيراً شديداً من أنَّ جميع المؤشرات تدلّ على تراجع كبير في وضع التغذية للأطفال والأمهات في السودان، هذا البلد الذي تمزّقه الحرب. وقد باتت أرواح أطفال السودان في خطر جسيم، ولا بد من إتيان عمل عاجل لحماية جيل كامل من سوء التغذية والأمراض والموت.
أجرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية مؤخراً تحليلاً أكّد على أنَّ الاقتتال الراهن يفاقم العوامل المحرّكة لسوء التغذية بين الأطفال. ومن بين هذه العوامل نقص إمكانية الحصول على الأغذية المغذية ومياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وازدياد خطر الإصابة بالأمراض. كما يفاقم في هذا الوضع التهجيرُ الهائل للسكان إذ فرّ عدد كبير منهم من مناطق النزاع. وتواجه السودان خطراً متزايداً باطراد بوقع مجاعة بسبب النزاع، التي ستؤدي إن وقعت إلى تبعات كارثية، منها خسائر في الأرواح وخصوصاً بين الأطفال الصغار.
وتؤثر هذه الحرب المستمرة منذ سنة تأثيراً شديداً على تقديم الإمدادات الإنسانية، مما يترك عدداً لا يحصى من النساء والأطفال دون إمكانية الحصول على الدعم الغذائي والتغذوي الحيوي. وقد ظلت الوكالات المذكورة تكافح لإيصال المنتجات المغذية — إذ يعيق العنف الجاري والإجراءات البيروقراطية الوصول إلى المناطق المتأثرة بالنزاع.