في الخامس من نيسان/ أبريل، وصلت بعثة متعددة الوكالات، تحت قيادة منظمة الصحة العالمية، إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة بهدف إجراء تقييم أولي لمستوى التدمير الذي أصاب المستشفى ولتحديد الاحتياجات لتوجيه الجهود المستقبلية الرامية إلى إعادة تشغيل المنشأة. وقد نُفذت هذه البعثة شديدة التعقيد عبر شراكة وثيقة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، وبالتعاون مع مدير المستشفى بالنيابة.
وقبل هذه البعثة، وخلال الفترة من 25 آذار/ مارس إلى 1 نيسان/ أبريل، حاولت المنظمةُ الوصول إلى المستشفى من أجل تنفيذ إجلاء طبي لفريق العمل والمرضى وإجراء تقييم للوضع، ولكن هذه المحاولات قد قُوبلت بالرفض أو الإرجاء أو الإعاقة ست مرات.
ومستشفى الشفاء، الذي كان أكبر وأهم مستشفى إحالة في غزة، لم يتركه الحصارُ الأخير إلا مخربًا خاويًا مدمرًا عن آخره، شأنه في ذلك شأن ما جرى لمعظم شمال قطاع غزة. ولم يبقَ في المنشأة مرضى نهائيًا. ومعظم المباني عانت أضرارًا بالغة أو تدميرًا شديدًا واسعًا، وصار أغلبها غير صالحٍ للاستخدام أو تحول إلى محض ركام. وقال فريقُ منظمة الصحة العالمية إن حجم الدمار قد أوقف المنشأة تمامًا عن العمل، الأمر الذي تسبب في تقليص فرص الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة في غزة. ويبدو أنه ليس بالإمكان إعادة تشغيل المستشفى في المستقبل القريب، ولو بالحد الأدنى، وسيتطلب الأمرُ بذل جهود كبيرة لتقييم وضع الذخائر التي لم تنفجر، وكذا إزالتها والتخلص منها، من أجل ضمان سلامة الشركاء وإمكانية وصولهم بما يتيح جلب المعدات والإمدادات.