عادت كاترين غلاتز بروباك من مهمتها الثانية في قطاع غزة بفلسطين حيث عملت كمعالجة نفسية للأطفال ومديرة لأنشطة الصحة النفسية مع أطباء بلا حدود. وفي هذا المقابلة، تجيب على ثلاثة أسئلة حول الوضع النفسي للأهالي في غزة وضرورة صمود وقف إطلاق النار.
عندما بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تنفس الناس الصعداء أخيرًا. فبعدما كان البقاء على قيد الحياة كلّ همّهم على مدى أكثر من خمسة عشر شهرًا، صار بإمكانهم العيش بلا خوف من أن تسقط القنابل على خيمهم في الليل، أو أن يُقتل أطفالهم وهم يخرجون لجلب الخبز أو الماء. بدأ الأمل يتسلل إليهم مجددًا لعلّ الحياة تعود إلى شيء من طبيعتها.
لكن سرعان ما بدأ قلقهم من المستقبل يطغى عليهم. فإلى متى سيستمر وقف إطلاق النار؟ وهل سيتمكنون من العودة إلى منازلهم؟ وكم ستستغرق عودة أطفالهم إلى المدرسة، وهل سيجدون أي شكل من أشكال الحياة الطبيعية مرة أخرى في غزة وسط هذا الدمار الهائل؟
ما شهدته كان أشبه بـ "حداد السلام". خلال الحرب، كان البقاء على قيد الحياة الشغل الشاغل للجميع، ولكن مع وقف إطلاق النار، بدأ حداد الناس على كل ما فقدوه: من منازلهم وحياتهم الطبيعية وأفراد عائلاتهم ولا يزال بعضهم تحت الأنقاض حتى تعليم أطفالهم وإحساسهم بالأمان والرغد وأملهم بالمستقبل. ورغم أن القنابل لم تعد تتساقط عليهم، ظل القلق حاضرًا بقوة.