في اليوم العالمي للامتناع عن التبغ، تقف الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) متحدة مع المجتمع العالمي في مواجهة إحدى أكبر التحديات وهي "حماية الأطفال من تدخلات صناعة التبغ والترويج لها". ففي منطقة شرق المتوسط، نرى انخفاضا بطيئا ومقلقا في استخدام التبغ مقارنة بالمتوسط العالمي المرجو، حيث يتوقع أن ينخفض بنسبة 20% في منطقتنا بحلول عام 2025، بينما يبلغ المتوسط العالمي 25%. ويزداد القلق أكثر باعتبار أن صناعة التبغ ترى منطقتنا – إقليم شرق المتوسط – سوقا مربحة جاهزة للاستغلال. تواجه المنطقة تحديات كبيرة بسبب تكتيكات التوسع الشرس في هذه الصناعة، بما ينطوي على زيادة جهود الاستحواذ على الشركات المحلية وتكثيف حملات بيع منتجات التبغ.
يعد الأطفال والمراهقون في منطقتنا الفئة الأكثر عرضة لمخاطر التدخين، حيث تتبنى صناعة التبغ استراتيجيات وأساليب تسويقية مدروسة تستهدف جذبهم في سن مبكرة. وأظهرت الدراسات أن المراهقين قد يصبحون مدمنين بعد تدخين عدد قليل من السجائر فقط، مما يجلهم الهدف الأول لمصنعي التبغ، ويضاعف من خطورة هذه الظاهرة. وتزداد حدة هذه المخاطر مع انتشار استراتيجيات تسويقية موسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم توظيف المؤثرين والمسابقات الممولة لجعل منتجات التبغ تبدو أكثر جاذبية للفئة الشابة.
وبشكل مقلق، تزداد استراتيجيات صناعة التبغ تعقيدا بهدف الإيقاع بمستخدمين جدد، خاصة من فئة المراهقين، مستغلة ضعف الأطر التنظيمية الصارمة في العديد من بلدان منطقتنا. غالبية الحكومات لم تتبن بعد أو تطبق بالكامل المادة 5.3 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (FCTC). تقدم هذه السياسة الحيوية إرشادات لحماية سياسات الصحة العامة من المصالح التجارية لصناعة التبغ، وتوصي باتخاذ إجراءات مثل وضع قواعد سلوك للمسؤولين العامين وفرض الشفافية في أنشطة الضغط والتسويق للتبغ.