ويُرجع الباحثون الأمر للطريقة التي تؤثر بها الأغذية على العملية الإدراكية، فالنظام الغذائي السيء يُضعف الوظيفة الإدراكية بينما يحسنها النظام الغذائي المتوازن والجيد.
كما أشار الباحثون إلى أن تأثير النظام الغذائي الخاطئ لا يتوقف فقط عند شعور الإنسان بحالة مزاجية سيئة، بل إن تدهور الصحة النفسية قد يمتد ليشمل الإصابة بمشكلات الفشل المعرفي، كالهفوات الذهنية ومشكلات في الذاكرة.
وخلصت الدراسة إلى أن عدد المرات التي يتناول بها الفرد الفاكهة أكثرُ أهمية من الكمية التي يستهلكها، فتكرار تناولها يؤثر إيجابا على الصحة النفسية، ويحمي من الأمراض العقلية والمعرفية بشكل عام، بينما أفادت الدراسة البريطانية نفسُها أن الوجبات الخفيفة المالحة كرقائق البطاطا وغيرها تزيد نسبة القلق والتوتر، ويعود ذلك إلى الدهون المشبعة التي يمكن أن تضعف وظيفة الذاكرة وفقا لتجارب سابقة.
غذائي دوائي
اعتبرت اختصاصية التغذية فرلان الجميّل، أن الفواكه تستهلك عموما غير مطهوة، وهو ما يجعلها غنية جدا بالعناصر الغذائية والمعدنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة، مضيفة "قد بينت الدراسات أن تناول أغذية غنية بالفيتامينات يحسن جدا من كفاءة الخلايا الدماغية، وهذا التأثير الإيجابي على الخلايا الدماغية يؤثر بدوره على الوضع النفسي والمزاج أيضا.
في المقابل بينت الجميّل، أن النظام الغذائي الذي يفتقر إلى الفواكه والخضار الطازجة، هو نظام غذاء فقير من حيث الحديد و المغذيات الأخرى التي يحتاجها الدماغ البشري ليعمل بكفاءة، مثل استبدال الفواكه والخضار برقائق البطاطا مثلا وأغذية أخرى غنية بالدهنيات المشبعة، وهذا يؤثر على الخلايا الدماغية وبالتالي على الصحة النفسية والمزاج.
وقالت فرلان الجميّل أن تكرار تناول الفواكه على مدار اليوم يجعل من عملية امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في هذه الفواكه أكثر فائدة مثلا في الصباح والظهر والعشية، فتكرار وتنويع استهلاك الفواكه على مراحل وفترات، مفيد جدا صحيا ونفسيا، وهذا طبعا لا ينطبق على مرضى السكرى الذين يجب أن يلتزموا بحمية عذائية معينة تحدد فيها السكريات حتى الموجودة في الفواكه.
طعام صحي.. عمر مديد
يمكن الحصول على صحة أفضل عبر تغيير نظامك الغذائي، وذلك من خلال الخطوات التالية:
- تتبع عاداتك الغذائية الحالية: كثير منا يأكلون بلا تفكير، ولا يعرفون ما يضعون في أفواههم، لذلك فإن إدراك العادات الغذائية هو الخطوة الأولى في هذا المضمار.
- يمكن تطبيق ذلك عبر كتابة ما تأكله كل يوم، بالإضافة إلى التفاصيل مثل الوقت والموقع التي تؤثر على عاداتك الغذائية.
- خطة للنجاح: وصفة النجاح تبدأ من خلال وضع خطة مسبقة، بما يشمل تحضير وجبات خفيفة أثناء العمل والسفر.
وعلى سبيل المثال، أثناء السفر لمسافات طويلة، يمكن التوقف عن متجر بقالة وشراء الخضار والفاكهة، وتناوله في غرفة الفندق، حتى تكون هناك كما لو أنك في منزلك.
- احذف السكر من الفطور: من الأفضل أن تبدأ يومك بخطوة صحية تتمثل في إزالة السكر من وجبة الإفطار، فهناك الكثير من الفوائد لخفض السكر في الوجبة الأولى من اليوم.
ومن هذه الفوائد، أن السكر يظل عند مستواه، كما تظل الطاقة مرتفعة. وينصح الخبراء بأهمية تغيير العادات تناول وجبة الإفطار.
- وجبة خالية من اللحوم: إن أبسط الطرق لتناول النباتات هي استبدال وجبة واحدة من اللحوم يوميا بوجبة نباتية أو أخرى تعتمد على الحبوب.
وعلى سبيل المثال، على وجبة الغداء يمكن تناول العدس أو الحبوب الكاملة أو الفاصولياء إلى سلطة خالية من اللحوم، وهذا يساعد في رفع مستويات السكر في الدم ببطء.
- كل ما تحب: نحن نعلم أن تناول الفواكه والخضراوات مفيد لنا، لكنها بالتأكد ليست المفضلة لكثيرين، لذلك، يجب أن نجعل الطعام الصحي لذيذا حتى نواصل تناوله.
ويُرجع الباحثون الأمر للطريقة التي تؤثر بها الأغذية على العملية الإدراكية، فالنظام الغذائي السيء يُضعف الوظيفة الإدراكية بينما يحسنها النظام الغذائي المتوازن والجيد