في 1918، ضربت العالم الإنفلونزا الكبرى فأودت بحياة ما بين 25 و100 مليون شخص على مدى ثلاث سنوات. وأزهقت الجائحة أرواح أناس في مقتبل أعمارهم، وكان معظم الضحايا في سن بين الـ20 والـ40 سنة. وفي الولايات المتحدة، حيث توفي نحو 675 ألف شخص، قدر بعضهم أن الجائحة أدت إلى خفض متوسط العمر المتوقع بنحو 12 سنة. وعلى رغم الدمار الذي سببته الإنفلونزا الكبرى، سرعان ما تابع الناس أمور حياتهم وتلاشت الذكريات المؤلمة. وأخذ الأميركيون، تحديداً، يفكرون في هذه الحوادث بوصفها جزءاً من الماضي، بقايا من زمن المجمعات السكنية الفقيرة والطب القديم.
وطوال ما تبقى من القرن العشرين، تلافت الولايات المتحدة أسوأ ويلات الجوائح الأخرى، الإنفلونزا الآسيوية (1957 -1958)، وإنفلونزا هونغ كونغ (1968)، والإنفلونزا الروسية (1977). وكلها شدت رحالها عن البلاد من دون أن تتأذى هذه نسبياً. وعند تسجيل الإصابة الأولى بفيروس نقص المناعة البشرية ("الأيدز") في الولايات المتحدة، في 1981، رفض كثر الإقرار بهذا الداء بشدة باعتباره مجرد "طاعون يصيب المثليين جنسياً"، حتى عندما قتل زهاء 675 ألف شخص من الهويات الجنسية كافة في الولايات المتحدة. وشعر الأميركيون أنهم في مأمن من أسوأ أحوال تفشي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد ("السارس") بين 2002 و2004، وتجنبوها إلى حد كبير، ومن إنفلونزا الخنازير في 2009، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ("ميرس") في 2012.