ما زالت وليدة عبد الستار (65 عاماً) تتذكر اللحظات الأخيرة في حياة زوجة ابنها عاقلة التي توفيت خلال مخاض وضع طفلها. تقول لـ"العربي الجديد": "أصيبت عاقلة بأوجاع بعد العصر، لكنني اعتقدت شخصياً بأنها لا تحتاج إلى تدخل طبي أو نقلها إلى المستشفى، إذ تعتاد النساء في قريتنا بمديرية خوجياني في ولاية ننغرهار شرقي أفغانستان وضع مواليدهن داخل المنازل، وبإشراف سيدات يملكن خبرات كافية في إجراءات الولادة. لكن بعد حلول الظلام تعرّضت عاقلة لنزيف حاد، علماً أنها كانت تضع مولودها الأول، قبل أن تتجاوز الـ17 من العمر
تزوجت عاقلة ابن خالتها، وحملت بابنها الأول بعد أشهر قليلة. وذهبت مرات أثناء حملها إلى مركز طبي بمدينة كجه، حيث عاينتها طبيبة متخصصة أعطتها فيتامينات وأدوية، وأبلغتها أن حملها طبيعي، وستضع مولودها بدون مواجهة أي مشاكل صحية، كما أوصتها بأن تأتي إلى العيادة في وقت المخاض، لكن حماتها وليدة ارتأت حصول الإنجاب في المنزل، كما تفعل نساء كثيرات، لكن ما حصل أن عاقلة أصيبت بنزيف حاد، ولم تستطع الأسرة تأمين سيارة لنقلها من المنطقة الجبلية إلى المستشفى، علماً أن الوضع الأمني كان سيئاً للغاية أيضاً. ولجأت وليدة إلى طرق تقليدية لمحاولة وقف النزيف، لكن بلا جدوى إذ كانت عاقلة تخسر كميات دم كثيرة، وأغمي عليها قبل أن تستيقظ بعد ساعة.