أكدت استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد د. وفاء الحشاش أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ونشاط جرثومة المعدة عند المصابين بها.
وقالت الحشاش إن فيروس كوفيد 19 يؤثر بالجسم بشكل عام ويرتبط بالمسقبلات ACE2 المتواجدة أغلبها في الجهاز الهضمي بشكل خاص، لذلك عند الإصابة بمرض كوفيد 19 تزداد أعراض الجهاز الهضمي سواء كانت قيء، أو إسهال، أو حموضة، أو آلام بالبطن، أو فقدان الشهية، أو نزول بالوزن.
وأضافت أن الدراسات الحديثة أوضحت أن جرثومة المعدة تزيد من عدد المستقبلات على جدار خلايا الجهاز الهضمي وتسمى باسم ACE2، ولذلك الإصابة بفيروس كوفيد 19 تؤدي إلى نقص المناعة وتزيد من نشاط جرثومة المعدة، أي أنهما يسهلان الأمر لبعضهما.
وأشارت الحشاش إلى أن جرثومة المعدة تنتشر بشكل كبير في العالم وتشكل نسبة 50% من سكان العالم حوالي 4.4 بليون شخص حول العالم مصابين بها، كما إن نسبة الشفاء منها أكثر من 80% إلا إنها تعود لنفس الشخص المصاب مرة أخرى حتى بعد القضاء عليها، مبينة أن نسبة انتشارها بالكويت نفس النسب العالمية أي أن نحو أكثر من 2 مليون شخص بالبلاد مصاب بجرثومة المعدة مواطنين ووافدين، أما الكويتيون فقط فالإصابة بينهم بأكثر من 600 ألف مواطن.
ونوهت الحشاش إلى أن جرثومة المعدة تنتقل عن طريق تناول طعام أو أيدي غير نظيفة، كما يمكن أن تنتقل عن طريق تناول الخضار والفاكهة التي لم يتم غسلها بشكل جيد، وللوقاية من جرثومة المعدة لابد من الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين خاصة عند إعداد الطعام، فحص ومعالجة جميع المرضى الذين يعانون من أعراض معوية لأنها قد تكون مرتبطة بجرثومة المعدة وذلك لمنع انتقال العدوى إلى باقي أفراد الأسرة، كذلك التزام المرضى بالخطة العلاجية لجرثومة المعدة والتي تتضمن مضادات حيوية ومثبطات بروتونية خافضة لأحماض المعدة لزيادة فرصة الشفاء منها.
جدير بالذكر أن جرثومة المعدة هي بكتيريا حلزونية الشكل، تعيش وتتكاثر في الجدار المبطن للمعدة، وتتسبب في القرحة الهضمية والتقرحات المفتوحة في بطانية المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، كما أنها تزيد هذه البكتيريا من خطر الإصابة بسرطان المعدة والتهاب المعدة.