ومن المنتظر أن تتبع هذه القافلة الطبية "الصديقة للبيئة" ذات التجربة الفريدة من نوعها في الجزائر قوافل أخرى للكشف عن مختلف الأمراض غير المتنقلة.
التنقل للمناطق المعزولة
ومن مميزات هذه العيادة المكلفة بالكشف والتشخيص عن السكري، أنها مزودة بألواح شمسية كهروضوئية مما يسمح بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، ويسمح لها بالتنقل والعمل في المناطق المعزولة، كما أنها مجهزة بأحدث التقنيات الطبية العصرية للكشف عن داء السكري، إضافة إلى أجهزة إلكترونية حديثة.
وثمن رئيس جمعية مرضى السكري والمرشد الصحي فيصل أوحادة هذه القافلة التي اعتبرها "خطوة ممتازة" في ميدان نشر الثقافة العلاجية حول داء السكري في البلاد، في ظل ارتفاع أعداد المصابين بالمرض سنويا، بحسب رأيه.
وأوضح أوحادة في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "هذه القافلة عبارة عن حافلة مجهزة بأدوات متطورة لكشف داء السكري ومضاعفاته، وهي خطوة تندرج في إطار تجنيد الطاقات الجزائرية بغية تقريب العلاج من المواطن خاصة المتواجد في المناطق البعيدة".
وأشار إلى "ضرورة الاهتمام بمرضى السكري تفاديا للمضاعفات الخطيرة لهذا المرض الذي يعرف تزايدا للمصابين به بالنظر إلى أسباب منها بيولوجية متعلقة بالنظام الغذائي غير الصحي، إضافة إلى جائحة كورونا التي زادت من أعداد المصابين به"، داعيا إلى تعزيز تواجد هذا النوع من القوافل الطبية بالمناطق المعزولة البعيدة عن المستشفيات الكبيرة.
تأكيد طبي على التشخيص
ويؤكد أخصائيون أن أي مبادرة تهدف إلى تشخيص مرض السكري بين المواطنين والكشف عن المصابين به في المرحلة الأولى أمر إيجابي، وهو تقييم ضروري من أجل إنقاذ الأرواح والتقليل من تكاليف العلاج فيما بعد.
وعلميا يصيب داء السكري الإنسان عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه.
وهو الأمر الذي أكده رئيس الهيئة الجزائرية للأبحاث الطبية والمتخصص في أمراض السكري محمد العيفة، الذي اعتبر التوجه الطبي المباشر نحو المواطنين في إطار تشخيص مرض السكري "عملية مهمة" في إطار الحفاظ على الصحة العامة.
وأبرز العيفة في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن "داء السكري يعتبر من الأمراض التي يجب البحث عنها داخل المجتمع"، مؤكدا أن "تشخيص نوع ونمط المرض في البداية سيقلل من احتمال حدوث مضاعفات له عكس اكتشافه بعد سنة أو أكثر".
وبحسب بحث قامت به الهيئة الجزائرية للأبحاث الطبية، فإن نسبة المصابين بداء السكري بين الجزائريين تزيد على 14 بالمئة من مجموع السكان، ولذلك يدعو الأطباء المواطنين إلى القيام بتحاليل دورية حتى يتم اكتشاف درجة السكري ونوعه في حال تأكد إصابة الشخص من أجل تحديد بروتوكول العلاج.
وبخصوص أساليب الوقاية خاصة أن الإصابة بالمرض قد تستغرق أشهر أو سنوات بعد مرحلة "ما قبل السكري"، دعا العيفة إلى الالتزام بمجموعة من الإرشادات حول ضرورة تغيير نمط الحياة عن طريق ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيا والإكثار من المشي والعمل على تخفيض الوزن والابتعاد عن السكريات.
وتقوم وزارة الصحة الجزائرية بتنظيم قوافل طبية متنقلة منذ سنة 2011 في إطار الشراكة مع مختبرات "نوفو نورديسك"، حيث نفذت 35 حملة مكنت من فحص ما يقارب 60.000 مريض، فيما طافت هذه العيادات المتنقلة، سنة 2021، ربوع البلاد من أجل حملات التلقيح ضد فيروس كورونا.
وفي إطار تجسيد الانتقال التدريجي للطاقة النظيفة الذي تتجه إليه الجزائر، عملت وزارة الصحة بدعم من العيادة المتنقلة "قافلة السكري Driving Diabetes" على تجهيز وإطلاق عيادة متنقلة خاصة بالكشف عن السكري تعمل بنظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية بغية التقليل من انبعاث الكربون