عندما التمست حنين لأوّل مرّة الرعاية لابنتها التي تعاني من سوء التغذية في خان يونس في جنوب غزة بفلسطين، كانت فرص بقائها على قيد الحياة قد بدأت بالتضاؤل. تقول حنين، "كانت طفلتي في حالة حرجة. فأحالوني إلى المستشفى ولكن لم تكن هناك وسيلة نقل متوفرة". وصلوا أخيرًا على عربة إلى مركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين التابع لأطباء بلا حدود. وتضيف، "كانت طفلتي مرهقة. تسند رأسها عليّ ولا تتحرك. كانت على وشك الموت قبل أن نصل إلى المستشفى".
بعد تسعة أشهر من الحرب المتواصلة، لا نزال نشهد مزيدًا من الانخفاض في قدرة الناس على الحصول على الرعاية الصحية في غزة، لا سيما الأشد حاجة في ظل غياب هذه الرعاية الصحية، على غرار النساء الحوامل والأطفال. فقد تفاقم وضعهم وازدادت احتياجاتهم بسبب النزوح المتكرر والظروف المعيشية غير الملائمة وانعدام الأمن وسوء الظروف التغذوية. ونتيجة لذلك، تشهد فرق أطباء بلا حدود زيادة في حالات الولادة المبكرة وسوء التغذية لدى الأطفال في جنوب غزة.
تقول المستشارة الصحية لوحدة الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميرسي روكاسبانا، "تأتي المخاطر الصحية الرئيسة التي تواجه النساء الحوامل نتيجة للمضاعفات المرتبطة بضغط الدم مثل تسمم الحمل والنزيف والإنتان - والتي يمكن أن تصبح مميتة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. وفي سياقات مثل غزة، حيث دُمّر النظام الصحي، يشكّل التأخر في الحصول على الرعاية خطرًا صحيًا على النساء الحوامل وأطفالهن".